الأسبوع
الأخير – أسبوع البصخة – من أقدس أيام السنة على الأطلاق ، فساعة الفداء [
موت الصليب ] تقترب ، هذه الساعة التى كتب عنها الأنبياء ، ودارت أحداث
العهد القديم وقراءاته ونبواته حول هذا الحدث – إنه اليوم الذى أنتظره
جميع الأجيال ، ورآه كثير من الأنبياء بروح النبوة مثل إشعياء النبى . إنه
تنفيذ الوعد الإلهى لآدم بالخلاص عندما أخطأ ابوينا آدم وحواء وكسرا وصية
الله لهما ، قال لهما الله إن نسل المرأة يسحق رأس الحية . ولهذا
فالكنيسة تعطى إهتماما خاصا لهذا الأسبوع الفريد ، ألحان وصلوات الكنيسة
تنقلنا لنكون بجوار الفادى المتألم .. إنه رحلة للمؤمنين إلى حيث البستان
والجلجلثة لنكون بجوار من فدانا ودفع عنا ثمن خطايانا . ما
أجمل المصلوب .. الذى حول آلامه إلى ألحان جميلة ننشدها كل يوم من أيام
البصخة المقدسة ويوم الجمعة العظيمة ، متذكرين بذلك آلامه .. وموته وقيامته
.. وما أروع طريقة أداء اللحن نفسه .. ففى التطويل فرصة للتأمل فى قضية
الخلاص .. والتركيز على محبة المصلوب من أجلنا .. ورفع القلب بالصلاة
والتوبة والندم على الخطية التى أوصلت بفادينا ومخلصنا إلى الصليب
سبت لعازر : ( 9 من نيسان حسب التقويم العبرى ) قضى
يسوع هذا اليوم فى بيت عنيا ، وهى بلدة صغيرة قريبة من أورشليم فى بيت
مريم ومرثا وأخيهما لعازر الذى سبق أن أقامه يسوع من الموت . وكانت مرثا تخدم وكان لعازر من بين الجالسين إلى المائدة . وأخذت مريم منا ، من طيب ناردين غالى الثمن ، وسكبته على رأس يسوع وعلى قدميه ، ومسحت قدميه بشعرها . طلب
السيد المسيح من الحاضرين عدم ازعاج المرأة ، وأنبأ أنه لن يكون هناك وقت
لتطييب جسده أثناء تكفينه قبل دفنه : " وهى إذ سكبت هذا الطيب على جسدى
إنما فعلت ذلك لتكفينى " – وكذلك أنبأ عن انتشار الأنجيل : " الحق أقول
لكم إنه حيثما يبشر بهذا الأنجيل فى العالم كله سيذكر أيضا ما فعلته هذه
المرأة تذكارا لها " . وقد
أخذت الكنيسة المقدسة بهذا التوجيه فنجد فى القداس الإلهى فى صلاة مجمع
القديسين : " لأن هذا يارب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك فى تذكار قديسيك
.... " مشيرة فى ذلك إلى القول السابق للسيد المسيح .