على قارعة الطريق حاولت نُعْمى أن تحبس دموعها أمام كنتيها عُرفة وراعوث فلم تستطع. لقد صمتت إلى لحظات ثم ربتت بيديها على كتفيهما وهي تقول: "منذ
عشر سنوات جئت مع زوجي أليمالك وابنيَّ في هذا الطريق. لقد هربنا نحن
الأربعة من الموت بسبب المجاعة التي حلت ببيت لحم وطننا. جئنا إلى موآب
وطنكما، حيث نما الولدان هنا وتزوجا... الآن وقد مات زوجي ومات الولدان، وبقيت أنا وأنتما أرامل... لقد قررت العودة إلى بيت لحم لأقضي بقية أيام حياتي الشقية وأموت وسط عشيرتي. فلتذهبا إلى أسرتيكما يا بنتيّ. إنني لن أنسى محبتكما، إني أشهد أنكما كنتما زوجتين صالحتين حين كان ابناي عائشين، وكنتما مملؤتين حبًا لي ولزوجي عندما كان عائشًا. الآن اسمعا يا بنتيّ لقولي، ولترجع كل منكما إلى بيت أبيها. إنكما صغيرتان، فستجدان زوجين من شعبكما وتستريحان أما
بالنسبة لي فلست أظن أن لكما رجاءً فيّ. أنا إنسانة مُسِنَّّة، لا أصلح
للزواج. وإن تزوجت وأنجبت أطفالاً، فهل تنتظران أن
آدم وحواء أتريد أن تعرف كيف بدأت الحياة البشرية؟ اقرأ
أول قصة في الكتاب المقدس. إنها تحكي لنا عن عالمنا، كم كان جميلاً عندما
خلقه الله خصيصًا للإنسان. لقد خلق أبوينا الأولين آدم وحواء، اللذين فتحا
أعينهما ليجدا حولهما جنة ممتعة. لقد كانا عروسين في غاية السعادة، يتمتعان
بالحياة مع الله المحبوب. تخبرنا القصة أيضًا عما حدث لهذين العروسين عندما عصيا الله.