دُعيت مدينة أخميم بصعيد مصر
"المتشبهة بأورشليم" من كثرة ما قدمت من شهداء خاصة في عصر دقلديانوس،
وهي في هذا تشبه كثير من مدن الصعيد مثل مدينة إسنا، حيث تقدم الشعب بفرح
لنوال إكليل الاستشهاد. كانت أخميم تسمى "إشمين".
ديسقورس وأسكلابيوس من بين الشهداء المشهورين لمدينة أخميم الأنبا
ديسقورس الكاهن وأخوه الأنبا أسكلابيوس الشماس، ويبدو من ميمرهما أنهما
كانا توأمين، نشأ معًا وتلازما في العبادة والنسك وحتى في احتمال
الاستشهاد حتى انطلقا معًا إلى الفردوس. كانا ابنيّ أرخن محب لله من
مدينة أخميم يدعى أمونيوس، كان غنيًا جدًا،
الشهيد
الأول في الكنيسة المسيحية، وكما روت دماء الشهداء أماكن كثيرة من العالم،
حيث كان الاضطهاد والاستشهاد نقطة تحول في انتشار رسالة الإنجيل، وإظهار
محبة الله بصورة عملية للعالم المحتاج لخلاص المسيح، كان استشهاد إستفانوس
نقطة انطلاق كبير في نمو الكنيسة وانتشارها في بدايات القرن الأول، فقد كان
موت إستفانوس هو بداية أول موجة من الاضطهاد جاءت على المؤمنين وشتتهم،
يقول الكتاب المقدس "وحدث في ذلك اليوم اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في
أورشليم فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة.. فالذين تشتتوا جالوا
مبشرين بالكلمة.." (أعمال الرسل 8 : 1 - 4). وكانت نتيجة هذا الشتات هو
اتساع الكرازة بالإنجيل وقبول الكثيرين كلمة الله بفرح وإيمان. أن موت
إستفانوس ورجمِه لم تُمح من ذاكرة شاول الذي صار فيما بعد الرسول العظيم
بولس رسول الأمم، مَن تحمل في سبيل خدمته لسيده الكثير من الاضطهاد،
والجَلْد والرجم، ومقاومة الأصدقاء والأعداء.